رئيس التحرير يكتب:إعتراف إسرائيل تهديد وجودي لقارة أفريقيا
في الوقت الذي أكدت فيه جمهورية مصر العربية الرفض القاطع للإجراءات الأحادية التي تمس سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها وتتعارض مع الأسس الراسخة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة..
وأدانت مصر بأشد العبارات لاعتراف اسرائيل الاحادي بما يسمى "أرض الصومال" باعتباره انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويقوض أسس السلم والأمن الدوليين، ويسهم في زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
جاء تصريح رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في توقيت شديد الحساسية، ويحمل أكثر من رسالة مباشرة وغير مباشرة:
أولًا: تمسّك بمبدأ “قدسية الحدود”
الاتحاد الإفريقي يعيد التذكير بأحد أخطر ثوابته:
الحدود الموروثة عن الاستعمار خط أحمر،
لأن فتح هذا الملف يعني تفجير القارة من الداخل، حيث توجد عشرات النزاعات الكامنة القابلة للاشتعال فور كسر هذا المبدأ.
ثانيًا: الرسالة موجّهة أكثر للخارج لا للداخل
التحذير ليس موجهًا فقط للأطراف الصومالية، بل للقوى الإقليمية والدولية التي تحاول إعادة هندسة الخرائط عبر الاعترافات السياسية أو الترتيبات الأمنية.
الاتحاد يقول بوضوح:
"لن نسمح بتصدير أزماتكم إلى إفريقيا."
ثالثًا: الخوف من “تأثير الدومينو”
إذا تم تمرير المساس بوحدة الصومال:
سيفتح الباب أمام أقاليم انفصالية أخرى
ستُستدعى صراعات إثنية وقبلية نائمة
وستتحول إفريقيا إلى ساحة صدام مفتوح بدل كونها ساحة نفوذ منضبط
ولهذا وصفها بـ "سابقة خطيرة" وليس مجرد أزمة محلية.
رابعًا: اعتراف ضمني بضعف الأدوات
التصريح قوي لغويًا… لكنه يكشف في الوقت نفسه محدودية قدرة الاتحاد على الفعل.
فالتحذير السياسي هو آخر ما تبقى عندما تغيب آليات الردع الحقيقية.
الخلاصة:
الاتحاد الإفريقي يدرك أن المساس بالصومال ليس شأنًا صوماليًا، بل تهديد وجودي لفكرة الدولة الإفريقية نفسها.
وإن لم يتم احتواء هذه السابقة الآن،
فلن يكون الحديث لاحقًا عن حدود تُحترم،
بل عن قارة تُعاد كتابتها بالقوة٠






